ضرورية التحقيق من ناحية خلقية، وهو أخلاقي في طريقته لأنه لا يهتم بالجانب الموضوعي([62])مجرداً عن العامل النفسي والدافع الخلقي ولهذا جعل من الفرائض المالية عبادات شرعية تنبع من دافع نفسي نيّر يطلب بها المسلم رضا الله تعالى. ولابد للإسلام أن يهتم بالعامل النفسي ويحرص على تكوينه روحياً وفكرياً طبقاً لغاياته ومفاهيمه لأن للعامل الذاتي أثره الكبير في تكوين شخصية الإنسان وتحديد محتواه الروحي بالإضافة إلى أثره على الحياة الاجتماعية لا سيما بعد أن رأينا تأثيره في حدوث الأزمات الدورية التي يضج من ويلاتها الاقتصاد الأوروبي وتأثيره أيضاً على وضعية العرض والطلب وغيرها من عناصر الاقتصاد. فالإسلام لا يقتصر ـ في مذهبه وتعاليمه ـ على تنظيم الوجه الخارجي للمجتمع وإنّما ينفذ إلى أعماقه الروحية والفكرية ليوفق بين المحتوى الداخلي وما يرسمه من مخطط اقتصادي واجتماعي ولا يكتفي في طريقته أن يتخذ أي أسلوب يكفل تحقيق غاياته وإنّما يمزج هذا الأسلوب بالعامل النفسي والدافع الذاتي المنسجم مع تلك الغايات ومفاهيمها. الاقتصاد الإسلامي جزء من كل: الاقتصاد الإسلامي مترابط في خطوطه وتفاصيله فلا يجوز أن ندرسه مجزءاً كدراسة حرمة الربا أو السماح بالملكية الخاصة بصورة منفصلة عن سائر أجزاء المخطط العام. والاقتصاد الإسلامي جزء من صيغة عامة للحياة فلا يجوز أن ندرس الاقتصاد منفصلا عن سائر كيانات المذهب: الاجتماعية والسياسية، وعن طبيعة العلاقات القائمة بين تلك الكيانات فإن النظرة إلى شيء ضمن صيغة عامة تختلف عن النظرة إلى ذلك الشيء ضمن صيغة عامة أُخرى. ويجب أيضاً أن لا نفصل بين المذهب الإسلامي بصيغته العامة وبين أرضيته الخاصة التي ضمنت فيها كل عناصر البقاء والقوة للمذهب. أرضية المجتمع الإسلامي: تتكون أرضية (المذهب الاجتماعي للإسلام) من العناصر التالية: