من مؤتمر أنصار السلام الذي عقد في فيينا آنذاك. فحدثت اصطدامات عنيفة بينهم وبين الطلاب والمؤمنين أدت إلى تدخل الشرطة وفتح النار على الناس حتى اُشيع بأن عدداً منهم قد لقي حتفه، فتوتر الوضع توتراً حاداً. وجاء من طهران وبقية المدن بعض علماء البلاط المزيّفين وناس آخرون من مختلف الشرائح الاجتماعية، فتجمعوا في قم تعاطفاً مع آية الله البروجردي بسبب الانتهاك الذي تعرّضت له حرمته فكانوا يطالبونه أن يقوم بمبادرة شديدة ضد حكومة مصدق إلى أن انكشف بعد ذلك أن هذه الخطة كانت من تدبير الشاه لتقويض حكومة مصدق على يد المرجعية. بيد أن سيّدنا البروجردي كان على علم مسبق بهذه الخطة، فأنهى تلك الفتنة ولم يرتب أثراً على مطالب أولئك المتجمهرين من أجل القضاء على حكومة مصدق وجاء تفصيل الحادثة في كلام آية الله السلطاني وموقف آية الله البروجردي أمام حركة النفط فليُلاحظ. سمعته مرة في تلك الأيام يقول في جلسة الدرس في مسجد (بالاسر): ليس عندي أي اعتراض ضدّ رئيس الوزراء، وقد اتصل بي هاتفياً رغم مشاغله، فقام بكل ما طلبته منه. وما على الطلاب إلاّ أن يهتموا بدروسهم، ولا يتابعوا هذه الحادثة. وعندما حضر علماء طهران ووعاظها في منزله سمعته، قال لهم: الحكومة على صواب. وعندما هرب الشاه من إيران، واستلم مصدق زمام الأمور ثانية، زاره أرباب المهن من سوق طهران لكسب تأييده لحكومة مصدق، فسمعت أنه قد أيّد مصدق شفوياً لا كتباً وعندما عاد الشاه، نشرت الصحافة رسالة له وجّهها إلى الشاه، يقول فيها: بما أني كنت أعلم أنك ستعود، لذلك لم