كان الشهيد مطهري ينقل عنه قوله: «بأننا يجب أن نخيف الحكومة بالكلام فقط، ولاننازلها عملياً بسبب عدم وجود المعدات والأدوات اللازمة لذلك، وسوف لن نفلح إذا ماناهضنا الحكومة.» وهذا ما جاء في كلام آية الله السلطاني في مجلة الحوزة بتفصيل أكثر. والخلاصة كان السيّد البروجردي من أهل المبادرات لا من أهل الثورات. ورجل الإقدام ولا القيام. ونقل والدي مرّة أنه في إحدى سفراته إلى مشهد، اجتمع العلماء يوماً للتشاور والتفكير بحل معيّن لمواجهة عمل مشين مخالف للشرع، وكان سيّدنا البروجردي حاضراً. فقال أحدهم: «لا حل إلاّ أن نعطّل الصلاة»، وكان يصر على ذلك، فأراد السيّد أن يقول شيئاً، بيد أن ذلك الشخص كان يعيد كلامه مرات إلى أن تدخل العالم الكبير المرحوم الشيخ مرتضى الآشتياني رحمه الله، فقال: دعونا نسمع ما يقوله السيّد. فسكت الجميع، فقال السيّد الأستاذ مخاطباً ذلك الشخص: أنت تقول لا حل إلا أن نعطل الصلاة، فهل ياترى هذا هو الحل الصحيح حقيقة أو لا؟ فأخذ كلامه مأخذه من الحاضرين. إن قصة اعتقاله، وبرقيته في دعم آية الله القمي، وإجراءات أخرى مماثلة، تحكي لنا الحس السياسي الذي كان عليه سيّدنا البروجردي كما أنه شارك شعوراً وعاطفة في حادثة تأميم النفط، وحكومة الدكتور مصدق. وكان يقول في الجلسات الخاصة التي كانت تعقد في وقت كان الشاه ضعيف النفوذ: «عندما كان الشاه قوياً، كنت أقول له كذا وكذا.». أقام اليساريون في قم تجمعاً حاشداً لمناسبة عودة أحد العلماء