فأجابه السيّد ـ كما سمعت ـ بأن النظام الجمهوري قد تحقق أولاً في تلك الأقطار، ثم تلاه تقسيم الأراضي. فقال الشاه في وقتها: إن هذا السيّد واع للغاية. وطالما كان يُذكّر الشخصيات الحكومية التي كانت تذهب لزيارته بعض الأحيان، ويؤكد عليهم الاهتمام بالناس، والفقراء. وينبه على النواقص الموجودة فلم يغفل لحظة واحدة عن التفكير بالناس. ومن بين الشخصيات المعروفة التي كانت تتردد عليه بكثرة، مستشار الشاه، ورئيس الوزراء اللذين كانا يشكلان حلقة الوصل بينه وبين الشاه. طبيعياً، ولو كانت تلك المفاوضات والمحادثات الخاصة، وجميع تلك الرسائل المتبادلة بين السيّد الأستاذ وبقية المراجع والشخصيات في داخل البلاد وخارجها، مسجلة في دفتر خاص ومحفوظة في إرشيف معين، لكانت مفيدة نافعة في تدوين تاريخ الثورة الإسلامية، وتاريخ إيران بصورة عامة. ففقدان التنظيم بين العلماء، وعدم وجود مركزية ثابتة أفضيا إلى تدمير مثل هذه الوثائق المهمة التي كان لها دور هام في حوادث كثيرة مثل: حركة التبغ، واستقرار الحركة الدستورية، وتقويض دعائم الملكية، وحوادث أخرى مماثلة وقعت أيام حكم الأسرة البهلوية. النظريات السياسية للسيّد الأستاذ في عقيدتي، ووفقاً لتشخيصي الذاتي، فإن آية الله البروجردي لم يفكر يوماً في تبديل النظام السياسي، وإقرار نوع من الحكومة