كان يتململ ويتضجر لانعدام النظام في الحوزة. بعد مضي سنين على الانقطاع، أوفد الشهيد الدكتور بهشتي إلى هامبورغ من قبل بعض المراجع حينئذ. وبعد معاناة طويلة، استطاع ان يعيد نظام المسجد ثم عاد إلى إيران، وذهب بعده سماحة الشيخ «شبستري» الذي كان يدير شؤون المسجد لسنين. أما الآن فإن أفراداً آخرين مشغولون بالعمل والتبليغ هناك منهم حجة الإسلام محمود أنصاريان. على أي حال، فان مسجد هامبورغ يظل معلماً تذكارياً لذلك الرجل العظيم، ومنطلقاً مهماً لنشر الإسلام والتشيع، وخندقاً أميناً للثورة الإسلامية، وركيزة أمل للطلبة الجامعيين المسلمين من الإيرانيين وغيرهم في أوروبا. ومنه انطلق الشهيد الدكتور بهشتي لتوسيع رقعة نشاطاته الإسلامية والسياسية لتشمل سائر الأصقاع في القارة الأوروبية، والتجمعات الطلابية. وهذا العمل ـ بحق ـ واحد من امتيازاته، في حين كان الشيخ محققي يحترز من كلّ تحرك ثوري مما أدّى إلى تذمر واستياء بعض الطلبة الجامعيين، والعناصر الثورية. وما عدا هامبورغ، فان المحطة الأُخرى للتبليغ هي واشنطن. حيث كان سيّدنا البروجردي يبحث عن شخص مناسب يوفده هناك فوقع اختياره ـ آخر الأمر ـ على الأستاذ الكبير الشيخ مهدي الحائري اليزدي، الابن الثاني لآية الله الشيخ عبد الكريم الحائري، مؤسس الحوزة العلمية في قم. وبالفعل، سافر الشيخ إلى هناك، وتصدى لمزاولة النشاطات الإسلامية. بعد وفاة سيّدنا البروجردي، ورفض أن يكون وكيلاً لمرجع آخر، وظل يتردد بين إيران واميركا. وزاول التدريس في الجامعات الأميركية إلى سنين.