في المدن الأُخرى، فإنه كان يسعى لرفع تلك المشكلة أو المضايقة، وما لم ترفع، لم يهدأ باله ولم يستقر. فكان يتابع أوضاع الطلاب بدقة، وحتى أنه كان مطلعاً على منهج التفكير عند بعض الفضلاء المشهورين. فكان يوجه نصائحه بين حين وآخر في جلسة الدرس أو في أوقات العطلة الحوزوية، وينبه الطلاب على واجباتهم الخطيرة. إيفاد المبلغين خارج البلاد يشكّل إيفاد المبلغين خارج إيران واحداً من المشاريع الإبداعية لسيّدنا البروجردي في حقل التبليغ والإعلام الإسلامي. فأوفد ـ لأول مرة ـ عدداً من المبلغين، منهم: المرحوم (محققي رشتي) الذي كان متميزاً خَلقاً وخُلُقاً ومعرفة وعِلماً باللغة والعلوم المعاصرة، أرسله إلى المانيا. أقام هذا الرجل في هامبورغ، فشيّد مسجداً فخماً فيها، وأقرّ نظاماً معيناً للعمل. وواصل نشاطه حتى وفاة السيّد البروجردي. وكم سمعتُ من السيّد، ومن الشيخ محققي نفسه، سرور السيّد وابتهاجه بعمل مُوفده وثنائه عليه. حتى أنه هيّأ له سيارة شخصية، وأوصى أن يعيش معززاً مكرماً. وسمعته مرة يقول: «إن مؤونة الشيخ محققي باهظة، بيد أني أراه يعمل ويفيد، لذلك أتحمّل ذلك.» من المؤسف ان الشيخ محققي لم يواصل عمله هناك بعد وفاة سيّدنا البروجردي، فعاد إلى إيران. وبما أن مركزية العمل معدومة في الحوزة، لذلك بلغت به الحال أن مد يد العوز إلى المراجع الآخرين، وأخيراً لم يفلح في مواصلة العمل، فأجبرته الظروف المعيشية القاهرة أن يعمل في بيع الكتب إلى أن وافاه الأجل، وهو على تلك الحال. وكم