الإصـلاحات في الحـوزة كما نعلم فإنّ الحوزات العلمية كانت تشكو في السابق من عدم وجود الامتحان، والمرحوم البروجردي نفسه كان يتأوّه بسبب الفوضى التي تسود أجواء الحوزة، وعدم وجود المسؤولية. فعمل في البداية على تعيين بعض المدرسين مسؤولين عن امتحانات الطلاب، وألزم الطلاب الاشتراك في تلك الامتحانات، وحصر التمتع بامتيازات الحوزة بالامتحانات نفسها. وها نحن نلحظ الاستمرار في هذا العمل بشكل أدقّ بعد مضي سنين على الشروع به. وعندما كان سيّدنا البروجردي أراد أن يشرط دفع رواتب الطلاب بالامتحان، في حوزة النجف تمت مقاطعة الامتحان من قبل أحد علماء النجف، فلم يطبّق. وكان سيّدنا البروجردي يُولي عنايته بحسن الخط، والإملاء، والإنشاء الصحيح. وحاول أن يدخلها مع المواد الدراسية في الإمتحان. وإذا ما رأى من أحد خطاً جميلاً، فإنه كان يفيد منه في أعماله العلمية الخاصة، كما لاحظنا ذلك عندما كلف حجة الإسلام الميرزا حسن النوري ـ وهو ما سأذكره لاحقاً ـ بإعادة تدوين كتابه في الرجال وتنظيمه. وذلك لما رآه من خطه الجميل. وإذا ما شاهد السيّد البروجردي طالباً شاباً يحفظ «ألفية ابن مالك»، فإنه كان يشجعه ويكافئه. وكان يراعي ـ في دفع الرواتب ـ درجات الإيمان والفضيلة والخلفية العلمية للطلاّب. ومضافاً إلى الرواتب الاعتيادية، فإنه كان يمنح