الصدر، وآية الله الخوانساري، وآية الله الكاشاني، ومن بعدهم، سماحة الإمام الخميني، والمتكلم المناضل المتنوّر المرحوم الميرزا محمد تقي الإشراقي. مضافاً إلى ذلك كما سنذكر لاحقاً، تميّز آية الله البروجردي بمبادئه وأسسه الخاصة في الأصول والفقه وعلم الرجال مما يرغم الطلاب ـ لا محالة ـ على المطالعة والمتابعة، ومن ثم ليُحدث تطوراً في أفكارهم العلمية. ومما أثّر على إحداث ذلك التطور الفكري: قُرب قم من طهران، وتردد الطلاب على العاصمة، واحتكاكهم بالمفكرين، وأساتذة الجامعات، والسياسيين، ورجال الحكومة، والشخصيات المطلعة العاملة في السوق. في ضوء ذلك كله، تبدلت تلك الحوزة الجامدة الضعيفة بحوزة ناشطة فاعلة حية في غضون بضع سنين. وفي أيام محرم وصفر والمناسبات الأُخرى، كان الطلاب الشباب، من المتنورين والمطلعين على متطلبات العصر، يتوجهون إلى المدن الأُخرى للتبليغ. وخلال ممارستهم التبليغ كانوا يحظون بانشداد الناس إليهم وإقبالهم عليهم. وإذا ما عادوا من هذه المهمة الكبيرة كانوا يحملون معهم ثناء الناس وشكرهم وتقديرهم. وبعد عودتهم تنهال رسائل وبرقيات الثناء والتقدير من شتى أنحاء البلاد على آية الله البروجردي والعلماء الآخرين مما يبعث على تشجيعهم وتحفيزهم وبعث الأمل في نفوسهم. وكان آية الله البروجردي نفسه يرتقي المنبر بعد الصلاة في بروجرد. وفي قم أيضاً، حيث كان يتصدى بين حين وآخر للوعظ