إليها ألفين تقريباً، أما عند وفاته فكان عددهم يناهز ستة آلاف. وهذا مؤشر جيد على تقدم الحوزة وتطورها كمياً. أما من حيث النوعية فقد تغير وضع الحوزة تماماً، فكان بين الطلاّب، عدد كبير من المثقفين والدارسين في المدارس الرسمية والجامعات. ومن العوامل التي أثّرت على تطوير الحوزة نوعياً، وأفضت إلى تعرّف الطلاب على الثقافة الإسلامية الجديدة: الظروف الزمانية، والأساليب الجديدة في كفاح التوجّهات العلمانية والشيوعية، والتطور الحاصل من جراء المحاضرات الدينية التي كان يلقيها اثنان من الوعاظ والخطباء المشهورين، وهما: الشيخ الفلسفي، والمرحوم الشيخ راشد، وآخرون غيرهم ومطالعة الطلاب المجلات والصحف، والكتب الإسلامية الصادرة في مصر، ووجود عدد من الكتاب البارزين بين علماء الشيعة من أمثال: المرحوم الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، والسيّد هبة الدين الشهرستاني والعلامة الأميني صاحب الغدير، وآخرين غيرهم في العراق. والعلامة السيّد محسن الأمين العاملي، والعلامة السيّد عبد الحسين شرف الدين في بلاد الشام ولبنان. وعدد من العلماء من أصحاب الأقلام مثل المرحوم الميرزا خليل كمره اي في إيران. وقد لمست بنفسي تأثير هذه العوامل إبان دراستي، أي من سنة 1358 هـ ق فما يليها وكنت أحد أولئك الطلاب الذين تأثروا بتلك العوامل. مضافاً إلى ذلك، فانّ هناك عوامل أخرى كان لها تأثير كبير على تربية الطلاب وإعدادهم، مثل الأفكار الإصلاحية الوضّاءة لآية الله البروجردي، وغيره من العلماء والمدرسين الكبار، من نحو: آية الله