الآخرين، لو ذهب آقا حسين البروجردي إلى مشهد، فإن ذهابه حسن ومفيد للغاية (وكان سيّدنا البروجردي في بروجرد آنذاك). لقد تأثّر المرحوم البروجردي تأثراً بالغاً بسبب وفاة السيّد الإصفهاني وبكى لفقده. واجتمع عنده في الساعات الأولى من سماع الخبر علماء قم وطلابها وعامة الناس، وأخذوه إلى الصلاة بكل تكريم وتبجيل معلنين مرجعيته بهذا العمل. وضع الحوزة العلمية في قم آنذاك كانت الحوزة العلمية حتى ذلك الحين تعاني من التبعية المالية حيث لم تكن مستقلة من هذه الناحية. وقد يصادف أحياناً أن يوزع وكيل المرحوم الإصفهاني في طهران، وهو العالم الوجيه «الحاج آقا يحيى السجادي» مبلغاً من المال بين الطلاّب. فكانت إمكانيات المراجع الثلاثة، وكذلك إمكانيات سيّدنا البروجردي قبل مرجعيته العامة، محدودة ولكن بعد ذلك تدفقت الحقوق الشرعية على قم، فنعمت الحوزة بالاستقلال المالي، والرفاه المادي أكثر من ذي قبل. كان عدد الطلاّب يتضاعف باستمرار لا سيما بعد (شهريور 20) عام 1361هـ إذ ولّى الظلام وأسفر الصبح وعادت للدين كرامته ومنزلته فاستأنفت الحوزات العلمية حياتها واتسعت قاعدتها. ومما آزر هذا الأمر خشية الناس من انتشار الشيوعية، فكان العلماء والمتدينون من الناس يرون في دعم الحوزة وتوطيد أركانها أفضل طريق للحيلولة دون ذلك الخطر الداهم. كان عدد الطلاب في الحوزة حين قدم سيّدنا البروجردي