البروجردي وهذا العمل ـ وفقاً للتقاليد ـ كان يعتبر بمثابة ترشيح للمرجعية. لقد كانت العلاقات التي تربط ذينك الفقيهين والمرجعين الكبيرين طيبة وودية للغاية. وذكرت سلفاً ألفتهما عندما أقام سيّدنا البروجردي فترة في النجف وهو في طريقه إلى حج بيت الله الحرام. وفي بروجرد، بالرغم من أنه كان مرجعاً، بيد أنه كان يدعم مرجعية السيّد الإصفهاني ووصله ذات يوم رسالة من تبريز طلب فيها أصحابها من سيّدنا البروجردي رسالة علمية. فأجابهم بأنّ عَلَم الإسلام اليوم بيد آية الله الإصفهاني، وما عليكم إلاّ البقاء على تقليده. ونقل لي أنّ فتاوى السيّد الإصفهاني كانت تطرح بحضوره في خلال صلاة الجماعة، فكان يجلس ويصغي وينبّه المتحدث أحياناً عندما ينقل الفتوى خطأ، ويقول له: السيّد لا يقول هكذا، بل يقول هكذا، وينقل فتواه. قام والدي في النجف الأشرف خلال السنوات الأخيرة من الحكم الإرهابي لرضا خان. وكان مستأنساً كثيراً بآية الله الإصفهاني وطالما كانا يختليان للتحدث فيما بينهما. وأحياناً كنت أجلس في زاوية الغرفة. نقل والدي أنه أخبر السيّد الإصفهاني في أحد تلك اللقاءات بخلو مشهد من المجتهدين الكبار، وأن الذين فيها لا يصلحون لسبب من الأسباب لذلك. واقترح عليه أن يرسل شخصاً جديراً يسد ذلك الفراغ فطلب منه السيّد أن يعرّف أحداً. فقال له والدي: على سبيل المثال، الشيخ محمد علي الكاظمي (صاحب التقريرات). فقال له السيّد، وهو يشيرأن المذكور لا يصلح أن يكون فارس الحلبة، كما لا يتسنى له أن يصمد أمام