المكتبة بطبع الجزء الخامس من الفهرس، فأخبرت سيّدنا البروجردي بذلك في قم (لا زال العمل بهذا المشروع قائماً، وبلغ عدد الأجزاء أكثر من عشرة. ولابد أن نعدّ هذا المشروع من ذكريات ذلك الرجل العظيم وبركاته). وعندما أخبرته، قلت: الجزء الخامس، فقال: الجزء الرابع، وهكذا تبادلنا الحديث حول هذا الموضوع، فاتضح لي أنه كان يواكب العمل بدقة، ويضبط تعداد الأجزاء. ظفر السيّد في سفرته هذه بنسخة من كتاب الرجال للشيخ الطوسي كانت موجودة في مكتبة الآستانة. وكان قبل ذلك يفيد من «رجال المامقاني» في أعماله العلمية والرجالية، فجعل منقولات المامقاني في مجموعة واحدة، فهيّأ لنفسه «رجال الشيخ الطوسي». بعد ذلك طابق كتابه مع تلك النسخة، فتطابق معها إلاّ في بعض المواضع. هذا نموذج من جهوده المضنية في طلب العلم، ولاسيما علم الرجال الذي كان صاحب مدرسة فيه وسأتعرض إلى ذلك لاحقاً. ومن ذكريات تلك الفترة أنه تشرف لدى وروده مشهد بزيارة الحرم الرضوي الشريف بمعية عدد من العلماء والمستقبلين، فشاهد أحد الزوار يقبل عتبة الروضة الرضوية المقدسة، فامتعض من هذا العمل احتجاجاً «بأنه يصبح ذريعة بيد الآخرين لاتهامنا بأننا نعبد الإمام ونسجد له، ونحن بالفعل متّهمون بذلك مع أنّا لا نقوم بهذه الأعمال، فكيف إذا قمنا بها وشاهدها الآخرون. إذن لا نستطيع أن نبرىء أنفسنا مهما أتينا بالدليل.» فرحّب المتدينون الواعون المنفتحون بكلامه هذا في حين لم يستسغه المتنسكون التقليديون. بيد أنه ـ على كلّ