حال ـ أصبح منطلقاً فكرياً للعلماء، وشاع خبره في كلّ مكان. ثمة شيء آخر مماثل لذلك، حدث في ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام حيث أقامت الهيئات الدينية للإمام الحسين عليه السلام ـ وكانت ذات نظام خاص في مشهد لا يوجد في غيره ـ مجلساً فخماً في بيت كبير كان سابقاً لنائب متولي الآستانة، الواقع في محلة (چهار باغ) والذي تحول إلى حسينية باسم (حسينية الرضويين) حالياً، أقامت الهيئات ذلك المجلس بشكل جماعي، لكي يقوم السيّد بزيارتها ويطّلع على أعمالها ونشاطاتها. وكان العلماء الكبار وجمع من الطلاب والفضلاء والوعاظ حاضرين في ذلك المجلس، فارتقى أحد الوعاظ المنبر، وتطرق إلى ذكر مناقب الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ ومما قاله «أنّ قماط الإمام رفع إلى العرش فوضع الله يده على رأسه». كنت جالساً إلى أحد الجدران على بُعد أمتار عن آية الله البروجردي، وهو كان جالساً إلى جدار آخر فسمعت همسات من الجالسين حوله. وبعد لحظات قام المرحوم آية الله الميرزا علي أكبر النوقاني صاحب كتاب (ثلاث مقالات)، وكان من العلماء البارزين المتكلمين، وكثير الملازمة للسيّد الأستاذ في تلك السفرة، قام وخاطب المتحدث الذي كان يُدعى: «مُدقق» قائلاً: «سماحة السيّد البروجردي يقول: ليس لله يد فوضح للناس أنّ المقصود من اليد هنا هو الرحمة والعناية الإلهية الخاصة.» فلم يخجل المتحدث، وتفاعل مع الموقف قائلاً: يا سلام! لقد استفدنا، يقول سماحة السيّد: ليس لله يد، والمقصود هو العناية الإلهية بالإمام الحسين، عليه السلام.