قيل بأن ذلك الاحترام الفائق الذي أبداه المرحوم النهاوندي للسيّد، مع زهده ومنزلته المرموقة، أفضى إلى أنه عندما تشرف بزيارة العتبات المقدسة في العراق، تواضع له المرجع الكبير آية الله العظمى السيّد ابو الحسن الإصفهاني، فأخلى له مكان صلاته في صحن الإمام علي ـ عليه السلام ـ وقيل للمرحوم النهاوندي في عالم الخلسة وهو جالس على سجادته في الصحن: (إحترمت ولدنا فاحترمناك)، وعندما عاد إلى إيران، نقل هذه الحادثة العجيبة إلى آية الله البروجردي في قم. ذكرياتي الخاصة بهذه السفرة أحتفظ بذكريات كثيرة حول هذه السفرة، وذلك لملازمتي المستمرة لآية الله البروجردي وحبّ الاستطلاع الذي أحمله بين جوانحي. إنّ إحدى هذه الذكريات تتعلق بعمل علمي وثقافي محمود يخصّ فهرس المكتبة المركزية للآستانة الرضوية المقدسة. إذ كان القائمون على هذا العمل قد أعدوا ثلاثة أجزاء من الفهرس للمكتبة، في حين ظلّ القسم الأعظم من المخطوطات دون فهرسة. وبعد زيارة قام بها سيّدنا البروجردي للمكتبة، أصدر أوامره لنائب متولي الآستانة الرضوية المقدسة آنذاك لإنجاز ذلك المشروع الكبير وإعداد فهرس تام للمكتبة بأسرع وقت، وأكد عليه أن يرى نموذجاً منه وهو لا يزال في مشهد. وظل يتابع هذا المشروع بصورة منتظمة عدة سنين. ذهبت إلى قم سنة 1369 هـ لمواصلة الدرس، وكنت أتردد على مشهد في فصل الصيف. وفي إحدى سفراتي بَشّرني العاملون في