يافع في المرحلة الوسطى من الدراسة الحوزوية، فذهبت مع المستقبلين مسافة ثلاثة فراسخ عن المدينة حتى مقام «الخواجة أبي الصلت» ورأيت بنفسي كيف أن العلماء من الطراز الأول في مشهد كانوا يكنّون له عظيم الاحترام والتقدير مثل المرجع الكبير آية الله السيّد يونس الأردبيلي، وآية الله الكفائي وغيرهما. أقام السيّد في بيت موقر لتاجر يُدعى: (كوزه كناني). وكنت أزوره في الزائرين في ذلك البيت باستمرار. وكان معه عدد من مدرسي الحوزة العلمية في قم، ومنهم: آية الله الداماد، وآية الله الشيخ مرتضى الحائري. قضى السيّد ثلاثة أشهر في مشهد هي رجب، وشعبان، ورمضان وكان يقيم صلاة المغرب والعشاء جماعة قبل شهر رمضان في مقصورة مسجد (گوهرشاد) أما صلاة الظهر والعصر في شهر رمضان فكان يقيمها في رواق المرحوم آية الله النهاوندي. وكانت صلاة الجماعة ليس لها مثيل حيث كان يشترك فيها الشيخ النهاوندي نفسه مع كبر سنه، والعلماء من الطراز الأول في مشهد، وأئمة الجماعة في أحياء المدينة، وعدد كبير من علماء المدن، ومدرسو الحوزة العلمية في قم. فكان الصف الأول والثاني مخصوصاً لهؤلاء المذكورين وصلاة بهذه المواصفات لم يكن لها مثيل. وأقام في نفس ذلك المكان صلاة العيد (عيد الفطر). وارتقى المنبر لإلقاء خطبة الصلاة بيد أن صوته كان لا يتجاوز الجالسين قريباً من المنبر. ووقعت حادثة لمعارضته في المكان الذي يصلي فيه، أتجنب ذكرها هنا.