سنة 1364 هـ وكان أهالي بروجرد لا يزالون يصرون على عودة السيّد إليهم بيد أن أصواتهم هذه المرة لم تصل إلى مكان، ولم يرجع السيّد إلى مسقط رأسه قط. كان سيّدنا البروجردي يقيم صلاة الجماعة في الصحن الكبير لحرم السيّدة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر ـ عليهم السلام ـ حيث حل محل آية الله الصدر الذي ترك الصحن احتراماً له. وكان يلقي دروسه في الفقه والأصول هناك، وفي مسجد (بالأسر)، وأحياناً في المدرسة الفيضية، ومسجد (عشق علي)، وكان يحضر تلك الدروس جميع المدرسين الكبار في الحوزة إلاّ المراجع الثلاثة المذكورين وقليل من الآخرين ومن هؤلاء المدرسين الكبار: الإمام الخميني، والسيّد محمد الداماد وأنا بنفسي كنت أرى هذين العالمين الجليلين حتى السنة الأخيرة من حياة سيّدنا البروجردي يحضران حلقات درسه فقهاً وأصولاً. وسأتحدث لاحقاً عن تلك الدروس. علماً أن ذينك العالمين كانا يحضران جلسة استفتائه أيضاً ويعاضدانه مع غيرهما من المدرسين الكبار في أعماله الثقيلة التي كانت على عاتقه كمرجع عام للشيعة الإمامية. السفر إلى مشهد سافر سيّدنا البروجردي إلى مشهد في صيف تلك السنة هرباً من جو قم القائظ، فاستقبله أهالي المدينة ولاسيما العلماء والطلاب استقبالاً حاراً. وشاركت أنا شخصيا في مراسم الاستقبال، وأنا طالب