مشهد قد أصبحت حوزة لها شأنها وأهميتها. وذلك بفضل ما أولاه المدرسون والعلماء وعلى رأسهم آية الله ميرزا أحمد الكفائي الخراساني نجل الأستاذ الأكبر الآخوند الخراساني رحمهما الله تعالى. أما الحوزة العلمية في قم، فبالرغم مما تعرضت له من نكبات قاتلة، ونتيجة للجو الإرهابي السائد الذي حدا بعدد كبير من الطلاب ترك الحوزة، ومزاولة العمل الإداري، أو العمل التجاري الحر، أو أنهم عادوا إلى مدنهم، بالرغم من ذلك كله، ظلت الحوزة محتفظة بهويتها بفضل الدور المشرّف الذي أداه أولئك المراجع الثلاثة، وغيرهم من المدرسين الكبار مثل الإمام الخميني، وآية الله السيّد محمد الدّاماد، وآية الله الكلبايكاني وآخرين غيرهم. فدور هؤلاء العلماء في المحافظة على الحوزة وصيانتها في تلك الفترة العصيبة يستحق الثناء والتقدير. وجميع أولئك العلماء اتفقوا على دعوة آية الله البروجردي، وقدّموا له المساعدات اللازمة. وكما قلنا سابقاً فقد كان اسم السيّد البروجردي معروفاً في قم قبل ذلك، وذاع صيته في كافّة الأوساط العلمية. فمن الطبيعي أن يستقبلوه استقبالاً رائعاً يليق بشأنه. وأن تقام له المجالس، وتلقى له الخطب الحماسية، وتنشر له القصائد الرائعة، وتعم الفرحة والبهجة، وينتعش الأمل، كلّ ذلك شكراً لله على مجيء ذلك السيّد الكبير إلى قم ليرفد حوزتها بحياة جديدة. وكنت أنا وغيري من الطلاب في حوزة مشهد نحمل نفس الشعور. وكنا نتطلع إلى مستقبل زاهر للحوزات العلمية بزعامة هذا الأستاذ الكبير. كان دخول سيّدنا البروجردي قم عصر يوم الخميس 26 صفر