مواصفات خاصّة. اضطلعوا بأعباء تلك الحوزة المهمة والفتيّة فيما بينهم بكل حزم وحكمة وتدبير وتولّوا شؤونها طيلة عشر سنوات، اعتباراً من سنة 1355 هـ (سنة وفاة آية الله المؤسس الحائري) حتى ما يقارب سنة 1364، وقد ذاقوا الأمرّين في تلك الفترة المظلمة من حكم رضا خان الأسود. لقد كانت الحوزة العلمية في قم حوزة كبيرة يدرس فيها آلاف الطلاّب. وكان يزداد عددهم باستمرار بسبب الإتجاه الديني لدى الناس، والحرية النسبية بعد هروب رضا خان. وعاد إليها بعض الطلاب الذين كانوا قد تفرقوا بين مختلف القرى والمدن بسبب الإرهاب الذي كان يسود الأجواء. وكانت هذه الحالة نفسها موجودة في حوزة مشهد مع فرق حيث أن هذه الحوزة قد أفل نجمها تماماً بعد كارثة مسجد «گوهرشاد»، ولم يبق فيها إلاّ عدد قليل من الطلاب، حيث أبعد عامة العلماء والمدرسين أو أنهم عادوا إلى مدنهم، فلم يبق إلا عدد أصابع اليد من الطلاب القدماء. وتعطلت المدارس العلمية غالباً، وكانت تسير نحو الدّمار، لولا أن الله فرّج عن الناس برحيل رضا خان، فافتتحت المدارس تدريجياً، واستعادت حوزة مشهد حياتها. وقد شهدتُ بنفسي تلك الأوضاع، وكنت أحد الطلاب الأول في مشهد بعد ثلاث سنين من الدراسة في حوزة النجف حيث أقمت فيها مع أبي الذي فر من يد رضا خان قاطنا العراق ولم يزد عدد الطلاب في حوزة مشهد حينئذ على سبعين طالباً. وحتى سنة 1369هـ حيث انتقلت إلى قم، كانت الحوزة العلمية في