وأراد أن يعزّز موقعه لمواجهة الأوضاع المتدهورة في البلاد حيث كانت إيران محتلة من قبل قوات الحلفاء، وكانت هناك ضجة حزب (توده) الشيوعي والأحزاب الأُخرى واغتنم سيّدنا البروجردي هذه الفرصة، فتحدث مع الشاه حول بعض المسائل والقضايا الداخلية المهمة، منها: قضية الصحافة حيث كانت الصحف تتهجم على المقدسات بكل صلافة ووقاحة. وقدّم توجيهاته القيمة في هذا المجال، فقال: «نظراً لما جرى من غفلة وتساهل في الماضي، لذلك يجب الاهتمام بالمعنويات والشؤون الدينية ولاسيما بين الشباب.» علماً بأن هذا اللقاء كان أول لقاء بين الشاه الشاب آنذاك وبين سيّدنا البروجردي. أعقبته لقاءات اُخرى في قم، كان السيّد الأستاذ ينبهه فيها على بعض المطالب الضرورية. بيد أنّ هذه المطالب لم تلق أذناً صاغية، إلى أن حدث ما قد حدث. ولو كان الشاه قد سمع تلك التذكيرات وعمل بها، لما غرق في الوحل إلى تلك الدرجة التي تقوّضت فيها أركان حكومته وملكه. وكثير مما ذكرته هنا جاء في مقابلة مجلة الحوزة مع آية الله السلطاني بشكل مفصّل. الإقامة في قم توجه آية الله البروجردي إلى قم بعد خروجه من المستشفى فقوبل بحفاوة بالغة، وحطّ رحاله في قم. وكانت الحوزة العلمية فيها تدار من قبل ثلاثة من المراجع الكبار هم: السيّد صدر الدين الصدر، والسيّد محمد حجّت، والسيّد محمد تقي الخوانساري. ولكلّ من هؤلاء