ضغطاً على الشعب فعاش فترة عصيبة، رأى السيّد الأستاذ نفسه خلالها مسؤولاً عن مساعدة الناس وإغاثتهم، فلم يدّخر وسعاً في ذلك حتى أنه باع حديقته الموروثة ووزّع ثمنها وما ابتاع به من الأرزاق على الفقراء. حادثة الاعتقال أعود هنا إلى الحديث عن قصة اعتقال سيّدنا البروجردي. عندما كنت مقيماً في قم سمعت أشخاصاً مطلعين منهم الأستاذ الشهيد مطهري أن اجتماعاً خاصاً وسرياً للغاية عُقد في منزل آية الله الميرزا النائيني حضره هو نفسه، وكذلك حضره السيّد الإصفهاني، والسيّد البروجردي، والشيخ أحمد الشاهرودي أحد العلماء البارزين المتنورين حينئذ المقيم ببلدة شاهرود ورجل آخر دار الحديث عن ممارسات رضا خان المخالفة للشرع المقدس، وكيفية مواجهته، وكلّ شخص طرح رأيه. فقال السيّد أبو الحسن الإصفهاني: «يجب أن نحرّض العشائر ضده ونقضي على حكومته المخزية.» فخالفه المرحوم النائيني قائلاً: «يجب أن نستعطفه، ونردعه عن أعماله المعادية للإسلام باللّين والمرونة.» (وأضيف هنا أنه ربما بعد طرح هذا الرأي، أخرج المرحوم النائيني صورة الإمام علي ـ عليه السلام ـ من الخزانة العلوية، وأرسلها إلى رضا خان. وخلال مراسيم رائعة، أدخلوا هذه الصورة إلى طهران علماً بأنها اعتبرت تأييداً ودعماً من علماء النجف للنظام البهلوي آنذاك. فاتخذ منها رضا خان ذريعة لتوطيد أركان حكومته في تلك الفترة