إلى بيت «ثقة الإسلام» ممثل بروجرد في البرلمان حين ذاك، وهو أحد أعضاء السلالة الطباطبائية. وبعد عودة الشاه إلى طهران، استقبل السيّد البروجردي محتفياً به، ومعرباً له عن أسفه لهذه الحادثة. ثم طلب منه البقاء في طهران، فلم يوافق. استغرق مكوثه في طهران مائة يوم. وكان يحظى بتكريم العلماء وعامّة الناس. وبالرغم من أنّ الشاه والعلماء طلبوا منه البقاء في طهران، بيد أنه لم يوافق على ذلك، وقرر العودة إلى بروجرد. وقبل أن يعود إلى بروجرد، زار مدينة مشهد مرة أخرى، وأقام فيها مدة سبعة أشهر. وكأنه لم يرغب ترك ذلك البلد المقدس، لولا أنّ أسباباً متنوعة حالت بينه وبين رغبته، فتوجه تلقاء بروجرد ليواصل أعماله ونشاطاته في مسقط رأسه عام 1346 هـ . لقد كانت تلك الفترة فترة حرجة تقارنت مع تسلط رضا خان وإجراءاته العلمانية وممارساته المعادية للإسلام. وكانت تصل أخبار سيئة كلّ يوم من مختلف أنحاء البلاد، فيتألّم لها السيّد ويعتصر قلبه حزناً حتى أرغم على اتخاذ جانب العزلة، واللوذ بالصمت المؤلم، والصبر على مضض. فلم يخرج إلاّ إلى المسجد في وقت الصلاة فقط. استمرّت تلك الفترة المظلمة حتى سنة 1361 هـ ق حيث هرب رضا خان من إيران. وبالرغم من أنّ الأوضاع قد انقلبت رأسا على عقب، وتخلص الشعب من الإرهاب الذي ساد الأجواء أيام رضا خان، بيد أن الفقر المدقع، والبؤس الذي كان يكابده الشعب، والآثار المشؤومة التي خلّفتها الحرب العالمية الثانية، كلّ تلك الأشياء شكلت