مع الآخوند الكاشي في حجرة واحدة فترة من الزمن فنقل لي مقتطفات عن زهده وطعامه ولباسه، وحكي لي أن الآخوند أخبرنا بأن للسيّد أبي الحسن الإصفهاني ـ وكان ممن حضر درس الآخوند ـ مستقبلاً مشرقاً، وقد تحقق صدقه. ومن أساتذة الفلسفة الآخرين يوم ذاك في إصفهان المرحوم جهانگيرخان القشقائي (1243 - 1328 هـ) الذي لا زالت له شهرته ومنزلته عند أهل العلم، ولعل آخر من بقي من تلامذته هو العالم المشهور المعاصر آية الله أرباب الإصفهاني الذي توفي قبل بضع سنين. وجد السيّد الأستاذ طريقه إلى درس هذين الأستاذين الحكيمين. وحصل على معلومات كافية خلال مدة قصيرة، وكان أستاذه جهانگيرخان يُولي هذا الطالب المستعد عناية خاصة ويركز على مخاطبته في الدرس. وقد سمعت آية الله الشيخ محمد رضا الكلباسي الإصفهاني القاطن في مشهد حوالي خمسين سنة ـ وكنت أدرس عنده شرح المنظومة برهة من الزمن، وكان من زملاء سيّدنا البروجردي، وشركائه في الدرس أيام إقامته بإصفهان ـ يقول: «إنّي سعيت في اتجاه السيّد البروجردي إلى درس الفلسفة ولحضوره حلقة جهانگيرخان وكان السيّد يشكرني إلى آخر أيام حياته.». وكان سيّدنا البروجردي يقول: «بأن مدرسة الصدر لم تَعهد مثل ذلك النظام ومثل أولئك الأساتذة في حياتها وأنّه لم يَرَ طلاباً كطلابها