الأستاذ حيث كان يقف على رأسه، وهو يظن أنه يتوضّأ وضوءً باطلاً، أو يصلي بحضوره صلاة غير صحيحة، إلى أن رفع الوسواس من نفسه. مضافا إلى درس هذا الأستاذ، كان يحضر عند الميرزا (أبو المعالي الكلباسي)، والسيّد محمد تقي المدّرس، وكان ذانك العالمان من فطاحل العلماء حينئذ. والآراء الصائبة الدقيقة التي كان يطرحها هذا التلميذ في حلقات الدرس لفتت أنظار الأساتذة نحوه تدريجاً. وأضحت كفاءته واستعداده وذوقه حديثاً يتداوله الطلاب. فلو غاب عن الدرس يوماً، فإنّ غيابه كان ملحوظاً، فكّر هذا الطالب الذي احتل موقعاً بين الطلاب الأفاضل، في تعلم الفلسفة، مضافا إلى الفقه والأصول. وكان يشعر بنقص في معلوماته بدون هذا العلم. علماً بأن الفلسفة كانت تحظى بمنزلة خاصة في إصفهان وطهران ومشهد آنذاك، وكان في إصفهان عددٌ من الفلاسفة المشهورين بعضهم من تلامذة الحكيم المشهور الحاج ملاّ هادي السبزواري (1213 - 1289 هـ ق)، ولهم ميول واتجاهات فلسفية متنوعة فكان من بين هؤلاءالذين يدرّسون في مدرسة الصدر نفسها الآخوند ملا محمد الكاشي، وهو فيلسوف وعارف ربّاني لا زال اسمه وصداه يرنّ في الأوساط العلمية رغم مضي ما يقارب القرن. وكان يسكن في إحدى الغرف الشمالية السفلية في تلك المدرسة إلى آخر حياته ولم يتزوج. واتفقت الكلمة على عظمته وجلالته عند كلّ من رآه أو حضر درسه، وقد أدركت أنا شيخاً كبيراً من علماء إصفهان، كان أيام شبابه