منهمكين في طلب العلم». كان السيّد الأستاذ يعيش حياة العزوبة في تلك الفترة. وفي صباح يوم من أيام شهر ربيع الأول سنة 1314 هـ، جلس أمام حجرته ـ وهو يفكر ـ فإذا بشخص يدخل المدرسة ويقدم له رسالة من أبيه يطلب فيها منه التوجه إلى بروجرد. فغرق في التفكير بالسبب الذي دعا والده ذلك. وبعد أيام يمّم وجهه صوب بروجرد. وفيها أنعم الله عليه بالزواج، حيث آنسه والده بالآنسة خديجة التي ظلت مخيّلتها تراوده حتى آخر عمره، لما كانت تقدم له من خدمات مشكورة في مجال طلب العلم. وكان يرى توفيقه في طلب العلم مديناً لهذه العالمة الجليلة مادام حياً. وأنا أتذكر أنه كان في كلّ اسبوع مرة واحدة أو أكثر بعد الدرس يذهب إلى أيوان الصحن الكبير لحرم السيّدة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليه السلام حيث كانت زوجته مدفونة هناك ويجلس عند قبرها ويقرأ لها الفاتحة وبعض آيات القرآن. وطالما سمعته يذكرها بخير. بعد مدة عاد السيّد إلى إصفهان بصحبة عقيلته، مجّداً على مواصلة الدراسة، وقد وفّرت له جميع وسائل الراحة ليتسنى له الاستمرار فيها. وأصبحت له حوزة خاصة به حيث زاول التدريس. وكان يحضر في درس قوانينه ما يربو على مائة طالب. وفي نفس الوقت كان مشغولاً بحفظ القرآن الكريم، فاستطاع أن يحفظ حتى آخر سورة التوبة خلال مدة قصيرة. وكان يعرب عن ارتياحه وابتهاجه لهذا التوفيق الذي حَظي به.