2- وحدة الخطاب القرآني والنبوي لمجموع أفراد الأُمة دونما تمييز بين المؤمنين. 3- وحدة المسؤولية المشتركة والولاية العامة المتبادلة في مجال إدارة الأُمور. 4- وحدة التشريعات والقوانين الحياتية بما فيها من تخطيط شامل للإشعار بوحدة الأُمة كوحدة الاتجاه والنشيد العبادي، ووحدة التكافل الاجتماعي والاقتصادي والحقوقي وغيره. 5- وحدة المشاعر والأحاسيس والسلوكات الأخلاقية الإنسانية مما يؤدي إلى تآلف القلوب، ونفي الضغائن وبث الثقة والالتزام المتبادل بالحقوق، وبالتالي لتعميم مبدأ الأخوة الإيمانية بكل ما يصاحبه من تعاون وإيثار ونسيان ذات. 6- وبالتالي التذكير المتكرر للأمة كل الأُمة بالعدو الذي يتربص ويرصد تحركها ويتحين الفرص لسلب هويتها بل ومحو وجودها، والذي لا يرعى أية قيمة في ذلك، وتذكيرها بان هذا العدو نسي كل خلافاته واتحد لدحر هذه الأُمة فإذا لم تفعل هي ذلك كانت الفتنة وكان الفساد الكبير. اما في المجال الفكري فلم يعتبر الإسلام اختلاف وجهات النظر مشكلة بل هي حالة طبيعية إلى الحد الذي يحدثنا فيه القرآن عن اختلاف الأنبياء أنفسهم، فيقول القرآن الكريم (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما) ([1]) وقد يؤدي انكشاف الحقائق العلمية إلى هذا الاختلاف كما في خبر موسى (عليه السلام) مع العبد الصالح. ولكن الاختلاف المسموح به فكريا له حدوده وضوابطه، فيجب: 1- ان لا يمس الأُصول والأسس الثابتة بالفطرة والقضايا الثابتة بالدليل القاطع بشكل يؤدي التشكيك فيها إلى التشكيك بأصل الإسلام، لان ذلك يعني الخروج من الدائرة الإسلامية.