الواقعية الإسلامية من اشمل الصفات التي تحلى بها الإسلام الواقعية بمعناها الايجابي. ويعني الاعتراف بالواقع الإنساني ووضع الخطط العملية لتطويره إلى الحد الممكن في ضوء العلم الإلهي به وبمكوناته وحاجاته ومشكلاته، مع ضمان العدالة في إشباع كل ذلك، في قبال المعنى السلبي الذي يتلخص في التسليم للواقع القائم والانسجام معه كيفما كان، وفي قبال الطوبائية والمثالية التي لأتمت للواقع بصلة. ومن هنا جاءت الصفات الإسلامية العامة الأُخرى ـ لتعبر عنها ـ وهي الفطرية والتوازن، والمرونة، والشمول، والوسطية، والعالمية، وغيرها، بعد ان كان الإسلام خاتم الأديان والمكمل لها، والبرنامج النهائي لكل المسيرة إلى يوم القيامة. ومن هنا بالتحديد جاء التخطيط الإسلامي للعلاقة بين إفراد الأُمة فكرياً وعملياً. وإذا كانت المساحة الفكرية الإنسانية لا تنسجم مع فكرة الوحدة إلاّ في خصوص الأطر الفطرية العامة والثوابت فيها ولوازمها ومقتضياتها القطعية، ولا تتجاوزها للتفاصيل إلاّ نادرا، فان الموقف العملي للأمة من قضاياها الرئيسة بدوره لا يتحمل أي تمزق أو خلل أو ضعف مطلقا. فجاء التخطيط الإسلامي مؤكدا على الوحدة الحقيقية في المجال العملي عاملا على ان تساهم في تحقيقها عناصر مهمة منها: 1- ذلك التوافق على الأُصول النظرية العامة الذي اشرنا إليه على التو.