سلطانها عبد الحميد فسلبت السلطة منه، فخلعته بفتوىً من شيخ الإسلام، وتحرير هذه المسائل لا يمكن إلاّ بمصنّف خاص»[486]. كلمة سيد قطب عن تفسيره (الظلال) يقول سيد قطب المفسّر المعاصر في تفسيره «في ظلال القرآن» في تفسير قوله تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الاَْشْهَادُ): «والناس كذلك يقصرون معنى النصر على صورة معيّنة معهودة لهم قريبة الرؤية لأعينهم، ولكن صور النصر شتّى، وقد يتلبّس بعضها بصورة الهزيمة عند النظرة القصيرة... . ثم يقول: والحسين ـ رضوان الله عليه ـ وهو يستشهد في تلك الصورة العظيمة من جانب، المفجعة من جانب، أكانت هذه نصراً أم هزيمةً ؟ في الصورة الظاهرة وبالمقياس الصغير كانت هزيمة، فأمّا في الحقيقة الخالصة، وبالمقياس الكبير فقد كانت نصراً. فما من شهيد تهتزّ له الجوانح بالحبّ والعطف، وتهفو له القلوب، وتجيش بالغيرة والفداء كالحسين رضوان الله عليه، يستوي في هذا المتشيّعون وغير المتشيّعين من المسلمين، وكثير من غير المسلمين. وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش بألف عام، كما نصرها باستشهاده، وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة، ويحفّز الأُلوف إلى الأعمال الكبيرة بخطبة مثل خطبته الأخيرة التي يكتبها بدمه، فتبقى حافزاً محرّكاً للأبناء والأحفاد، وربّما كانت حافزاً محرّكاً لخطى التاريخ كلّه مدى الأجيال»[487].