ـ وروى عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر عن أعمالهم، فقال لي: «يا أبا محمّد، لا ولا مَدَّة قلم، إنّ أحدهم لا يصيب من دنياهم شيئاً إلاّ أصابوا من دينه مثله، أو حتّى يصيبوا من دينه مثله»[465]. ـ وروى عن أبي يعفور قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من أصحابنا، فقال له: جعلت فداك، إنّه ربّما أصاب الرجل منّا الضيق أو الشدّة، فيُدعى إلى البناء يبنيه، أو النهر يكريه، أو المسنّاة يصلحها فما تقول في ذلك ؟ فقال أبو عبدالله (عليه السلام): «ما أحبّ أنّي عقدت لهم عقدةً، أو وكيت لهم وكاءً، وإنّ لي ما بين لابتيها، لا ولا مَدّة بقلم، إنّ أعوان الظَلَمة يوم القيامة في سرادق من نار حتّى يحكم الله بين العباد»[466]. ـ وروى عن جهم بن حميد قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): «أما تغشى سلطان هؤلاء ؟» قال: قلت: لا، قال: «ولِمَ ؟» قلت: فراراً بديني، قال: «وعزمت على ذلك ؟» قلت: نعم، قال لي: «الآن سلم لك دينك»[467]. ـ وروى عن يونس بن يعقوب قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): «لا تعنهم على بناء مسجد»[468]. ـ وروى عن صفوان بن مهران الجمّال، قال: دخلت على أبي الحسن الأول (الكاظم) (عليه السلام) فقال لي: «يا صفوان، كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً» قلت: جعلت فداك، أيّ شيء ؟ قال: «إكراؤك جمالك من هذا الرجل» يعني: هارون، قال: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً، ولا للصيد ولا للهو، ولكنّي أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكة ـ ولا أتولاّه بنفسي، ولكن أبعث معه غلماني.