يكونون بعدي، لا يقتدون بهديي، ولا يستنّون بسنّتي، فمَن صدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأُولئك ليسوا منّي ولستُ منهم، ولا يردوا عليَّ الحوض، ومَن لم يصدّقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأُولئك منّي وأنا منهم، وسيردوا عليَّ الحوض»[460]. ـ روى محمد بن يعقوب الكليني بسنده عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)في حديث قال: «إيّاكم وصحبة العاصين، ومعونة الظالمين»[461]. ـ وروى عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «العامل بالظلم، والمعين له، والراضي به، شركاء ثلاثتهم»[462]. ـ وروى عن محمد بن عذافر، عن أبيه قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): «يا عذافر، نبّئت أنّك تعامل أبا أيوب والربيع، فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظَلَمة ؟». قال: فوجم أبي، فقال له أبو عبدالله (عليه السلام) لمّا رأى ما أصابه: «أي عذافر، إنّما خوّفتك بما خوّفني الله عزّ وجل به» قال محمد: فقدم أبي، فما زال مغموماً مكروباً حتّى مات[463]. ـ وروى عن حريز قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: «اتّقوا الله، وصونوا دينكم بالورع، وقوّوه بالتقيّة والاستغناء بالله عزّ وجلّ عن طلب الحوائج إلى صاحب سلطان، إنّه مَن خضع لصاحب سلطان، ولمن يخالفه على دينه ; طلباً لما في يديه من دنياه، أخمله الله عزّ وجلّ، ومقّته عليه، وَوكله إليه، فإن هو غلب على شيء من دنياه، فصار إليه منه شيء، نزع الله جلّ اسمه البركة منه، ولم يأجره على شيء منه ينفقه في حجّ ولا عتق ولا برّ»[464].