بأبدانكم، وأبغضوهم بقلوبكم، غير طالبين سلطاناً، ولا باغين مالاً، ولا مريدين بظلم ظفراً، حتّى يفيئوا إلى أمر الله، ويمضوا على طاعته»[455]. والحديث واضح في أنّ الله تعالى قد جعل للمؤمنين سبيلاً على الظالمين، حتّى يفيئوا إلى الحقّ، والسبيل هو السلطان والقوّة. ومعنى ذلك: أنّ الله قد أذن لهم بمواجهتهم بالقوّة ـ بعد النصح ـ حتّى يكفّوا عن الظلم، ويفيئوا إلى الحقّ. ـ ويروي الشريف الرضي في «نهج البلاغة» عن الإمام علي (عليه السلام) قوله: «فمنهم المُنْكِر للمنكَر بقلبه ولسانه ويده، فذلك المستكمل لخصال الخير، ومنهم المُنْكِر بلسانه وقلبه والتارك بيده، فذلك متمسِّك بخصلتين من خصال الخير ومضيِّع خصلةً، ومنهم المُنْكِر بقلبه والتارك بيده ولسانه، فذلك الذي ضيّع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسَّك بواحدة، ومنهم تاركٌ لإنكار المنكر بلسانه وقلبه ويده، فذلك ميّت الأحياء. وما أعمال البرّ كلّها، والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عنه إلاّ كنفثة في بحر لجّي، وإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أَجَل، ولا ينقصان من رزق، وأفضل من ذلك لله كلمة عدل عند إمام جائر»[456]. ـ وعن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن رأى منكم منكراً فلينكر بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، فحسبه أن يعلم الله من قلبه أنّه لذلك كاره»[457]. ـ ومن كلام الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: «اِعْتَبرُوا أيُّهَا النّاسُ بما وَعَظَ اللهُ بهِ أوْلياءَهُ مِن سُوءِ ثنائِهِ عَلى الأحْبارِ، إذ يَقولُ: