وقد ورد في القرآن والحديث شواهد كثيرة على هذه الحقيقة في دين الله. ففي الكتاب الذي كتبه أمير المؤمنين (عليه السلام) لواليه على مصر مالك الأشتر (رحمه الله) يوصيه بالناس ويقول له في ذلك: «ولا تكن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلَهم ; فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق»[249]. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للناس في خطابه التاريخي في العودة من حجّة الوداع: «لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض، إلاّ بالتقوى»[250]. وفي رواية اُخرى: «أيّها الناس، إنّ ربكم واحد، وأباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي على عجمي فضل إلاّ بالتقوى، ألا فليبلّغ الشاهد منكم الغائب»[251]. وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «ألا إنّ العربية ليست بأب والد، ولكنّها لسان ناطق، فمن قصر به عمله لم يبلغ به حسبه»[252]. وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً: «ألا إنّ خير عباد الله أتقاه»[253]. وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي ولاللأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى»[254]. وأيضاً عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام ; إنّما هم فحم من فحم جهنم، أو