تتميم أو إعادة لصياغات قد قولبت منذ زمن بعيد. والآن... أين الواقع الصحيح من هذا وذاك؟ أو ليس من حقّنا أن نطرح أجوبتنا وآراءنا في صياغة جديدة، وبقوالب مختلفة تماماً عمّا مضى؟ وربّما ستحمل هذه العملية على معترك صعب وخطير! ذلك لأنّها ستكون ـ شئنا أم أبينا ـ جزءاً حيوياً من التصوّر الإسلامي تجاه مكانة الإنسان وخلافته في الأرض، ورؤيةً شاملةً للكون والحياة، بل هي أساس متين لبناء فكري وعقائدي، تقوم عليه صروح أُخرى لها علاقة بالدين والوجود برمّته. وأمّا حقّنا هذا الذي ندّعيه إنّما هو نابع من كون السيدة «فاطمة الزهراء» هي للجميع، من مسلمين وغير مسلمين، وليس لأحد من البشر أن يدّعي غير ذلك، لأنّها كانت تمثّل الإنسانية برمّتها، فضلاً عن كونها كانت تجسّد الإسلام نفسه. فكما أنّ الإسلام يعني محمداً (صلى الله عليه وآله)، فإنّه يعني فاطمة! لأنّ فاطمة تعني محمداً، ومحمد يعني فاطمة، إذ أنّها بضعة منه، يؤذيه ما آذاها، ويرضيه ما أرضاها. ولذلك فلكلّ مسلم فيها حقّ «التقديس» كتقديسه للإسلام، وأن لا يتجاوزه بحال. وهذا «التقديس» لم يأتِ عن فراغ، وإنّما هو قائم على أدلّة شرعية ـ لفظية وغير لفظية ـ تشيد وتمجّد هذه السيدة الشريفة. ومن يقف أمام هذه النصوص الواردة في حقّ الزهراء (عليها السلام)، يجد نفسه أمام ساحة مقدّسة بالفعل، لامحيص عن أن يذعن بالخشوع والهيبة والانصياع. لسنا وثنيّين سامحهم الله أولئك الذين اتّهمونا بالشرك تارةً وبالوثنية أُخرى!! فهم إمّا أنّهم لم يعرفونا حقّ المعرفة، وإمّا أنّهم لم يفهموا الإسلام أو الوثنية بالمرّة! ذلك لأنّهم وضعونا في جانب، ووضعوا «الزهراء» في جانب آخر، وحالوا بيننا