فسأله رسول الله: «أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟». قال: لا. قال الرسول: «فاتّقوا الله واعدلوا بين أولادكم»[1386]. قيل: فرجع فردّ عطيّته. * * * فإن يقل قائل: من ذا ينكر أنّ فاطمة كان لها أخوات، يحقّ لهنّ ـ على أساس هذا الحديث ـ أن يسوَّيْن بالزهراء؟ جاء الجواب: نعم لقد كان ... لكنّهنّ جميعاً سبقنها إلى لقاء الله. وكانت أُخرى من لحقْنَ بالجوار الكريم: أُم كلثوم، فقد ذهبت إلى الرفيق الأعلى في السنة التاسعة للهجرة، في شعبان. أمّا فاطمة فقد توفّيت بعد ذلك بأكثر من عامين، في العام الحادي عشر، في شهر القرآن: شهر رمضان. لقد نصر الله رسوله على خيبر في صفر، من سنة سبع، وتبع نصره هذا وقوع «فدك» في يديه، خالصةً له، ثم مضت الأيام بعدها مشحونةً بالأحداث الحواسم الجسام، تتوالى دراكاً على صعيد الإسلام، لا تكاد تترك فرصةً لالتقاط الأنفاس. فها هي غزوة «مؤتة» تقبل، وفي وفاضها مأساة دامية، ليس لها في المعارك مثيل ... كانت أقرب إلى مذبحة منها إلى اصطفاق سلاح بسلاح. وعلى ما أبلى فيها المسلمون من بلاء، فإنّها شَدَخَتهم، وكادت تشعب صفّ مقاتلتهم كما يشعب الزجاج! وكيف لا، وقد صرعت ثلاثة من خيرة قادة المؤمنين، هم: زيد بن ثابت،