ثم يقول: «الصلاة ... الصلاة ... الصلاة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[1240]»[1241]. أفكانت فاطمة وصحبتها تلك في غفوة، فهم في حاجة إلى من يذبّ عن أعينهم النعاس؟ بغير هذا يقول صدر الخبر، لأنّك لا تقرئ نائماً السلام. أم كانوا لا ينتبهون للصلاة إلاَّ أن يدعوهم الرسول؟ أذان بلال كان يكفيه التنبيه. إنّما أرى أن النبي كان في مستهلّ كلّ يوم يردّد ويكرّر ما يردّد ويكرّر، لكي يحفر في القلوب والأذهان أنّ آل بيته هؤلاء هم أعلى مقاماً وآثر على الله ورسوله، وأحقّ بالمودّة والرعاية والاتّباع من الخلق أجمعين. فهم خالصون من الرجس. منقّون من الأوزار. مطهّرون أطهار. بهذا جاء القرآن. قيل: جمع النبي علياً وفاطمة والحسن والحسين، وجلّلهم بعباءة خيبرية، ثم دعا ربّه: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً»[1242].