المؤمنين: ... حتّى إذا طلع الفجر نظرنا، فإذا بعير قد أقبل عليه امرأة بين وسقين، فدنونا منها، فإذا هي امرأة عمرو بن الجموح[1212]، فقلت لها: ما الخبر؟ فلم تكتم المرأة إحساساً بالطمأنينة، فاض بشراً على محيّاها، وقالت: دفع الله عن رسول الله. وكان ذلك صباح الأحد، عقب يوم المعركة المرّة، ثم قالت امرأة عمرو لبعيرها: حل! ونزلت. فسألتها عائشة، وهي تشير إلى الوسقين: ما هذا؟ فردّت المرأة وقد غرق حزنها على فقيديها في طوايا فرحتها بنجاة الرسول: هذا أخي ... وهذا زوجي[1213]! * * * وقيل[1214]: روت أم سعد بنت سعد بن الربيع: دخلت على أُم عمارة: نسيبة بنت كعب المازنية، فقلت لها: يا خالة، أخبريني خبرك. قالت نسيبة: خرجت أول النهار، يوم أُحد، أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلمّا انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله ... فقمت أباشر القتال، وأذبّ عنه بالسيف، وأرمي عن القوس حتّى خلصت الجراح إليَّ. تقول راوية الخبر: فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور، فقلت لها: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة، أقمأه الله!