الشفق الذهبي ينشر وَمَضاته العسجدية[1116] على المكان، الأرض تحته كبحر طام، شعاعاته أمواج. رَكْب «فاطمة» سفين يمخر[1117] عباباً من قلوب هي الصفاء. وتشدو الشاديات ... فبما يشعر الفؤاد يترنّم اللسان، وعن المشاعر السعيدة تترجم الأغاريد. لكلّ أُغنية وقع، ولكلّ وقع ترديد. وها هي «أُم سلمة» تقود الترنيم ... على أوتار تغزف أحلى نشيد لأحلى عروس أحب من أقلّت الأرض وأظلّت السماء إليها من أُثنيات. ترانيمها بشرىً ورجاء ... ورجاؤها ذكرٌ ودعاء ... ودعاؤها لحونٌ وغناء ... ومن ورائها تردّد الأُخريات مقاطع من أُهزوجتها[1118] العذبة الشجيّة كرواجع أصداء. تنشد السيدة: قمن بعون الله جاراتي *** واشكرنه في كلّ حالات فتردّد صويحباتها: قمن بعون الله جاراتي *** واشكرنه في كلّ حالات وتستمرّ أُم سلمة: لقد هدانا الله بعد كفر وقد *** أنعشنا ربّ السماوات وسرن مع خير نساء الورى *** تُفدى بعمات وخالات بنت الذي فضّله ذو العلا *** بالوحي منه والرسالات والرفيقات يردّدن مع كلّ بيت صدر الأُهزوجة.