كان محمد ـ إذاً ـ وأخوه إبراهيم أوَّلي المطالبين بالحقّ، ومحمد كان الأخ الأكبر لإبراهيم[144]. ولذلك فقد طالب محمد النفس الزكية بالخلافة، وساعده أخوه إبراهيم استناداً على دعواه الأساسية من أنّه من أولاد علي وفاطمة الزهراء، وهو الوصي والإمام كما ذكر ذلك في خطابه إلى أبي جعفر المنصور، ضمن الخطابات التي تبودلت بينهما وسجّلتها كتب التاريخ، وأهمّها كتاب ابن طباطبا: «الفخري في الآداب السلطانية». وكان محمد قد طالب بحقّه أيضاً استناداً إلى أحداث واتّفاقات جرت في أواخر دولة الأمويّين يقول عنها ابن طباطبا: «إنّ بني هاشم من العلويّين والعباسيّين اجتمعوا في مغرب دولة الأمويّين، وتذكّروا حالهم، وما تعرّضوا له من الاضطهاد، وما آل إليه بنو أُمية من الاضطراب، وميل الناس إلى آل البيت، ورغبتهم في أن تكون لهم دعوة، واتّفقوا على مبايعة محمد النفس الزكية، الذي كان في ذلك الوقت من سادات بني هاشم، علويّيهم وعباسيّيهم، فضلاً وشرفاً وعلماً، وكانت مبايعته بعد اجتماع حضره كبار آل البيت، ومنهم الإمام جعفر الصادق وعبدالله المحض، وابناه