والسؤال الذي ينبغي طرحه هنا لنعرف تسلسل الأحداث حول آل البيت: كيف قُتل سيدي إبراهيم؟ ولماذا؟ وكيف جاء رأسه الشريف إلى مصر بالذات دون بقية الولايات أو الأمصار الإسلامية؟ حين انتهت دولة الأمويين في 132 هـ ، وظفر العباسيون بالخلافة، أدرك آل علي بن أبي طالب أنّ أبناء عمومتهم من العباسيّين قد خدعوهم واستأثروا بالخلافة دونهم، مع أنّهم ـ بالطبع ـ أحقّ بها منهم. وطبيعة الأمور أن ينشأ نتيجة لذلك صراع يغذّيه وينفخ في جذوته الكثيرون من المخلصين، وأيضاً الكثير من المتآمرين على دين الإسلام، والذين يعرفون كيف يصيدون في المياه العكرة. وهكذا، ألقت الظروف على كلٍّ من محمد وإبراهيم ولدي عبدالله المحض أن يكونا أول المطالبين بالخلافة لبني علي، وأول الخارجين من آل البيت على العباسيّين، رغم أنّ محمداً وإبراهيم لم يكونا وحدهما من أعمدة آل البيت في ذلك الوقت، فقد كان هناك من أحفاد الإمام الحسين: جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي، إمام الشيعة الإمامية، لكنّه لم يحرّك ساكناً، وأوصى أصحابه ومشايعيه بالخلود إلى السكينة، حتّى تحين الفرصة الذهبية[143].