لكن أغلب المؤرّخين يقولون: إنّ الرأس جاء مصر، فالكندي في كتابه «الولاة والقضاة» وهو من المؤرّخين الثقات، يؤكّد قدوم الرأس إلى مصر[138]. وفي «الجوهر المكنون» نصّ يقول: «إنّه بعد قدوم رأسه ـ يقصد رأس سيدي زيد ـ إلى مصر، طِيفَ به، ثم نُصب على المنبر الجامع بمصر ـ جامع عمرو ـ في سنة 122 هـ فسُرق، ودُفن في هذا الموضع، إلى أن ظهر، وبُني عليه المشهد في عهد الدولة الفاطمية». * * * 2 ـ ثم يأتي الحديث حول الرأس الثاني: رأس سيدي إبراهيم بن عبدالله، المدفون في مشهده، داخل المسجد الحالي، الذي يعرف باسم مسجد سيدي إبراهيم، في حيّ المطرية. وهو مسجد تعدّدت أسماؤه في الماضي، فقد عُرف باسم مسجد التبر، ومسجد التبن، ومسجد البئر، ومسجد الجميزة. أمّا الاسم الذي يعتمد على أسانيد تاريخية صحيحة، كما ترى الدكتورة سعاد ماهر في كتابها «مساجد مصر وأولياؤها الصالحون» فهو مسجد «تبر» أو مسجد «سيدي إبراهيم»، ولكلٍّ دلالة. لكن، من هو سيدي إبراهيم الذي تدور الحياة حوله في المطرية، ويأتيه الزوّار من كلّ أنحاء عالم الإسلام؟ سيدي إبراهيم كما تجمع المصادر عليه هو إبراهيم الجواد ابن عبدالله المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب، وهو من أوائل الذين جمعوا بين سلالة الحسن والحسين رضي الله عنهما، من خلال جدّه الحسن المثنّى ابن الحسن السبط، ومن خلال جدّته السيدة فاطمة النبوية بنت الحسين بن علي.