وفي نطاق اغتصاب بني أُمية للخلافة من آل البيت، كان سيدي زيد أول من طالب بحقّه في الخلافة في أيام الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، فكانت الجفوة والصراع مع الخليفة الأموي، وكانت السبب في خروج سيدي زيد على بني أُمية. وكما سار جدّه الإمام الحسين (رضي الله عنه) إلى الكوفة، سار إليها أيضاً سيدي زيد، وفي اللحظات الأخيرة حين همّ بالعودة إلى المدينة المنوّرة; لعدم ثقته بأهل الكوفة، أقنعوه بالنصر والبقاء ومحاربة الأمويّين معه، قائلين له: نعطيك الأيمان والعهود والمواثيق ما تثق به، فإنّا نرجو أن تكون المنصور، وأن يكون هذا الزمان الذي تُهلك فيه بنو أُمية! وما زال أهل الكوفة على إغرائهم ـ وهم الذين خذلوا جدّه ـ حتّى اقتنع سيدي زيد، وبقي هناك. وهكذا نشب القتال بين سيدي زيد ومناصريه وبين يوسف بن عمر والي الكوفة، من قبل هشام بن عبدالملك. وتفرّق الكوفيّون كعادتهم! من حول سيدي زيد، ليبقى في فئة قليلة من أهله يحارب الأمويّين، حتّى سقط شهيداً في صفر عام 122 هـ ، وقبل زوال ملك الأمويّين بعشر سنوات. واختلفت المصادر على مكان دفن رأس سيدي زيد، فقيل: إنّ جسده الشريف حُمل إلى الكوفة ثم أُحرق وذرّ رماده في النهر; ليكون عبرةً لمن تحدّثه نفسه بالخروج على الأمويّين![136] وقيل: إنّ رأسه احتزّ، وبُعث به إلى الخليفة الأموي، فنصبه على باب دمشق: ثم أُعيد الرأس الشريف إلى المدينة[137].