وغيرهم، وسار الموكب الكبير من قصر عابدين، بشارع عبدالعزيز، فالعتبة الخضراء، إلى شارع محمد علي، فميدان باب الخلق، فطريق تحت الربع، فالسكرية، فالعقادين بالغورية، فالسكّة الجديدة إلى أن وصلت إلى المشهد الحسيني. ولكن يأتي سؤال هنا: هل هذه المخلّفات النبوية الشريفة الموجودة بالمشهد الحسيني هي المخلّفات الموجودة والتي تمّ توارثها منذ عصر النبوة؟ إنّ في المشهد الحسيني ـ كما أحصت د. سعاد ماهر ـ ثلاث قطع من النسيج، وقطعة من القضيب ـ أي العصا ـ والمكحلة، والمسبل أو المورد، وبعض شعر اللحية والرأس الشريف. وبالطبع فهناك الكثير في عالم الإسلام في استانبول، وپاكستان، وتونس، بل هناك في المسجد الأحمدي في «طنطا» غرفة خاصّة وخزانة بها شعرات من شعر رسول الله (صلى الله عليه وآله). الواقع أنّه منذ أن مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ بل وقبل وفاته (صلى الله عليه وآله) ـ كانت مثل هذه المخلّفات الشريفة مطلباً للمسلمين، يحفظونها بين أحداق العيون، بمعنى أنّه لم يكن بنو إبراهيم في «ينبع» وحدهم الذين توارثوا مخلّفات الرسول (صلى الله عليه وآله)، فالكثير كان لديهم الكثير من المخلّفات الشريفة، بل أنّه في مصر أيضاً كانت هناك كثير من المخلّفات الشريفة ـ خاصّةً الشعرات ـ في الخانقاوات والمساجد والمقتنيات الخاصّة. وهذا يعني أنّ في المشهد الحسيني قليلاً من كثير من الآثار النبوية الشريفة، بل أنّه ـ وهذا ما يثبت وجهة نظري ـ في المشهد الحسيني ـ كما أحصيت ـ 15 شعرة من شعرات الرسول (صلى الله عليه وآله)الشريفة، فبعضها اشتُري من بني إبراهيم، وبعضها أُهدي للمشهد الحسيني. وهذا يؤكد ما قيل من أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يهدي شعره بين الناس![135]