الآثار النبوية الشريفة، كانت قد نُقلت إلى المشهد الحسيني عام 1305 هجرية، وحُفظت في دولاب في الجدار الجنوبي الغربي للمزار الشريف. وهذه الغرفة الآن مفروشة بالسجّاد الثمين، وفيها مصابيح وثريات بلّورية نادرة، وجدرانها مكسوّة بالرخام المجزّع[120]، وبها محراب صغير، كما أنّها تحتوي على دولاب عبارة عن دولاب حائط، وهو فجوة في الجدار قُوِّي ظهرها بقُضبان من حديد، وكُسيت بالجوخ[121] الأخضر، ولهذه الفجوة باب من خشب الجوز المطعَّم بالعاج[122] والصدف والأبنوس[123]، وكُتب بأعلى الباب بأحرف من عاج: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الاَْمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)[124] هذه الغرفة لها بابان: أحدهما يفتح على المسجد، والآخر يفتح على مشهد الإمام الحسين، وفي داخل الدولاب الآثار النبوية الشريفة، وتشمل: قطعةً من قميص الرسول (صلى الله عليه وآله) ومكحلةً، ومِرْوداً[125]، وقطعةً من قضيب، وشعرات من شعره الشريف، ثم مصحفَيْن كريمَيْن بالخطّ الكوفي على رقّ[126] غزال: أحدهما منسوب لعثمان (رضي الله عنه)، والثاني لسيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). وهذه الآثار النبوية الشريفة ـ كما تقول المصادر ـ تداولها آل البيت، وتسارع عليها الخلفاء والأُمراء. وقد ذكرت المصادر أيضاً أنّ ما تركه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته: ثوباً حَبِرة[127]،