أمّا عبدالرحمان كتخدا فقد أعاد بناء المسجد عام 1175 هجرية، وعمل له صهريجاً وحنفية، وخصّص رواتب لخدمه وسدنته[117]. ثم إنّه في عهد الخديوي[118] إسماعيل ـ كما يقول علي باشا مبارك ـ أعاد عمارته وتشييده، واستغرق ذلك عشر سنوات، وفُرش بالفرش النفيسة، ونوِّر بالشموع والزيوت الطيّبة والأنفاس الغازية في قناديل البلّور، ورتّبوا له فوق الكفاية من الأئمة والمؤذّنين والمبلّغين والبوّابين والفرّاشين والكنّاسين والوقّادين والسقّايين ونحو ذلك، وأوقفوا عليه أوقافاً جمّة بلغ إيرادها نحو ألف جنيه في السنة. وكما يقول علي مبارك كمهندس قام بتصميم البناء الحالي: وقد صرفت هذه العمارة 79 ألف جنيه من ميزانية الأوقاف، هذا عدا ما تبرّع به الأُمراء وعليّة القوم. ويذكر أنّه أُحضرت للمسجد الأعمدة الرخامية من القسطنطينية، وقد احتوى صحن الجامع على 44 عموداً، كما بُني له المئذنة الكبيرة الحالية على الطراز العثماني، وهي تشبه القلم الرصاص، وعلى هذه المئذنة لوحتان بخطّ السلطان عبدالمجيد خان. * * * على أنّنا لا يمكن أن نتحدّث عن المشهد الحسيني دون أن نتحدّث عن غرفة تجاور الرأس الشريف، وهذه الغرفة أنشأها عباس حلمي الثاني[119] لمجموعة من