طويل حُفر تحت الأرض من باب زويلة إلى القبّة الشريفة[109]. ويقول ابن جبير الذي زار مصر في عصر الأيوبيّين، وبعد الحريق الذي شبّ في المشهد عام 640 هـ: وفي عهد الصالح نجم الدين أيوب، أنّه أنشئت منارة على باب المشهد عام 634 هـ (1237م)، أنشأها أبو القاسم ابن يحيى السكري، ولم يتمّها، فأتمّها ابنه وهي مليئة بالزخارف الجصية والنقوش، تعلو الباب الأخضر، وقد قام بترميمها وتوسيعها بعد ذلك القاضي الفاضل عبدالرحيم البيساني، ثم في عصر الناصر محمد بن قلاوون أمر بتوسيع المسجد عام 684 هـ . وفي العصر العثماني أمر السلطان سليم بتوسيع المسجد لما رآه من الإقبال العظيم من الزائرين والمصلّين، ثم بعد ذلك أحضرت للمسجد عُمَد الرخام من القسطنطينية، وبُنيت ثلاثة أبواب من الرخام جهة خان الخليلي، ومثلها الباب الأخضر بجوار القبّة بالجهة الشرقية. ولمّا قدّم مصر السلطان عبدالعزيز العثماني عام 1279 هـ وزار المقام الحسيني، أمر الخديوي إسماعيل بعمارته وتشييده على أتمّ شكل وأحسن نظام، واستغرقت العملية التي أشرف عليها علي باشا مبارك ووصفها في خططه عشر سنوات. هذه ملامح ممّا حدث لسبط الرسول (صلى الله عليه وآله) وحضور رأسه الشريف إلى مصر، وتشريف مصر به; ممّا يجعل المشهد الحسيني قبلة لمحبّي آل البيت، والمؤمنين الصابرين المجاهدين. * * * أُقيم المشهد الحسيني، لكنّ الدولة الفاطمية تلاشت، ولكنّ الأيوبيّين الذين أنهوا الحكم الفاطمي الشيعي بمصر اهتمّوا بالمشهد. فصلاح الدين[110] جعل به حلقة تدريس