الجوزي[104] ـ فهو ساكن في القلوب والضمائر، قاطن في الأسرار والخواطر[105]. والمهمّ كما يرى العقاد: «أيّاً كان ذلك الموضع الذي دُفن فيه الرأس الشريف، فهو في كلّ موضع أهلٌ للتعظيم والتشريف، وإنّما أصبح الحسين بكرامة الشهادة، وكرامة البطولة، وكرامة الأُسرة النبوية... معنى يستحضره المسلم في صدره، وهو قريب أو بعيد من قبره»[106]. لكن ماذا بقي من القديم الآن، وقد ثبت أنّ الرأس الشريف موجود في مشهد الإمام الحسين بمصر؟! يقول المقريزي[107]: «نقل رأس الحسين من عسقلان إلى القاهرة يوم الأحد 8 من جمادى الآخرة سنة 548 هـ (31 أغسطس 1153م)، وصل الرأس إلى القاهرة يوم الثلاثاء العاشر من نفس الشهر، ثم أُنزل بالرأس إلى الكافوري ـ حديقة القصر الفاطمي ـ ثم حُمل في سرداب إلى قصر الزمرّد، ودُفن عند قبّة الديلم بباب دهليز الخدمة»[108]. ويضيف ابن عبدالطاهر: أنّ طلائع بن رزّيك بنى الجامع خارج باب زويلة ليدفن الرأس به ويفوز بهذا الفخار، فغلبه أهل القصر الفاطمي، وعمدوا إلى هذا المكان الموجود به الآن، هو قصر الخلافة الفاطمية في ذلك الوقت، وبنوه له، وكان ذلك في خلافة الفائز الفاطمي سنة 549 هـ (1145م). وحمل الرأس الشريف في سرداب