الملوي المالكي... وكانا من كبار العلماء العاملين، وشاهدا ما بداخل البرزخ، ثم ظهرا وأخبرا بما شهداه. وهو كرسي من خشب الساج، عليه طست من ذهب، فوقه ستار من الحرير الأخضر، تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق، داخله الرأس الشريف...». والذي نريد أن نقوله هنا: إنّنا لا نرجّح وجود الرأس الشريف فقط، بل إنّنا نؤكّد ذلك، ليس ممّا أوردناه من الأدلّة، وإنّما أيضاً من خلال الاهتمام بالمشهد الحسيني قرناً وراء قرن، ذكرنا بعضاً منه وأغفلنا الكثير من الاهتمامات المتنوّعة. ودليل آخر محسوس ملموس، هو كثرة الإخوة الإيرانيّين، الذين جاءوا إلى مصر عبر العصور، واختاروا مقامهم وسكناهم، بل مقدار أعمالهم، بجوار الرأس الشريف، حتّى أنّ الكثير من الأسماء الإيرانية كانت إلى فترة قصيرة ـ ولا تزال ـ تنتشر فوق الدكاكين والوكالات وغيرها، وانتشر حول المشهد بالذات بيع السجّاد الشيرازي والتبريزي. ويضاف إلى ذلك تلك المقصورة التي أهدتها جماعة «البهرة» للمشهد الحسيني، وهذه الجماعة فيها الكثير من العلماء والباحثين الذين درسوا وتأكّدوا من وجود الرأس الشريف، وهو السبب في إهدائهم المقصورة عام 1965، والتي تكلّفت 300 ألف جنيه، جُمعت من جماعة البهرة أنفسهم، بالإضافة إلى تلك المقصورة التي أُهديت إلى مشهد السيدة زينب رضي الله عنها. والواقع أنّ لجلال المشهد وبركته، فإنّ الدولة بمصر المؤمنة قد جعلت من المشهد الحسيني المسجد الرئيسي الذي يختصّ بصلاة العيدين فيه، كما تقام فيه أيضاً الاحتفالات بالمناسبات الدينية المهمّة. هكذا يثبت وجود الرأس في مصر. وعلى أيّة حال، ففي أيّ مكان رأس الحسين أو جسده ـ كما يقول سبط ابن