ويقول ابن كثير: ادّعت الطائفة المسمّاة بالفاطميّين الذين ملكوا الديار المصرية: أنّهم دفنوه، وبنوا عليه المشهد المشهور بمصر[88]. ويحصي العقّاد عدّة أماكن ذُكرت بأنّ رأس الإمام الحسين دُفن فيها، وهي: المدينة المنوّرة، كربلاء، الرقّة، دمشق، عسقلان، القاهرة، مرو[89]. وأقرب رواية للتاريخ: أنّه بعد استشهاد الإمام الحسين على أرض كربلاء، جرى التمثيل بالجثّة، فقدم الجسد الطاهر خولي بن يزيد الأصبحي ليجزّ الرأس، لكنّه لم يستطع، وارتعد جسده، فتقدّم شمر بن ذي الجوشن بنفسه وجزّ الرأس، ثم أرسله إلى يزيد بن معاوية ليتلقّى المكافأة، وهي توليته على إحدى الإمارات الإسلامية[90]. وترى د. سعاد ماهر: أنّ أقوى الآراء هو الذي يقول: إنّ الرأس طيف به في الأمصار الإسلامية حتّى وصل إلى عسقلان[91] حيث دُفن هناك، وحينما استولى الفرنجة على عسقلان[92]، تقدّم الصالح طلائع[93] وزير الفاطميّين بمصر، فدفع 30 ألف درهم، واستردّ الرأس الشريف ونقله إلى القاهرة. ويؤيّد هذا الرأي ابن خلّكان، الذي يذكر في تاريخه: أنّ رأس الحسين ابن بنت