(2) المشهد الحسيني منطقة المشهد الحسيني كانت مقرّ حكم الفاطميّين في القاهرة، وفي مكان المشهد الحسيني الحالي وحوله «قصر الزمرّد»، أهم قصور دولة الفاطميّين. وهذا القصر كان يشمل من منطقة «خان الخليلي»، ويمتدّ ربّما إلى حافة شارع بور سعيد الآن. وفي مكان الزمرّد ـ وكان أشرف مكان بالقصر تقام به الصلاة ـ جيء بالرأس الشريف ليُدفن هناك، ولأنّ الزمرّد لونه أخضر، قد سمّيت المنطقة بالباب الأخضر، ومنطقة الباب الأخضر، هي التي تضمّ مقام الحسين (رضي الله عنه). وهذا المقام يضمّ الرأس الشريف، وعليه الآن المقصورة من الفضّة، تحوي فصوصاً خمسة من الماس هدية من طائفة «البهرة». وكانت المقصورة قبلها من خشب الساج الهندي، المحفور والمعشق... نُقلت إلى متحف الفن الإسلامي، وقبل مقصورة الفضّة كانت هناك مقصورة من النحاس نُقلت إلى مشهد آخر. وقد تردّدت الآراء حول رأس الإمام الحسين[85]: رواية تقول: إنّ الرأس أُرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص والي يزيد على المدينة المنوّرة، حيث قام الوالي بدفنها في البقيع عند قبر السيدة فاطمة رضي الله عنها[86]. ورواية أخرى تقول: إنّ الرأس وجد بخزانة يزيد بن معاوية بعد موته، فأُخذ، ودُفن بدمشق عند باب «الفراديس»[87].