لا يعرفه الكثيرون، خاصّةً بالنسبة للشباب المسلم والشابّات المسلمات، فحياة أهل البيت هي نماذج وقدوة ينبغي على الشباب المسلم ـ فتياناً وفتيات ـ أن يتأسّوا بها، ويعرفوا شيئاً من سيرتها ومن تاريخها، ومن قوة إيمانها وصدقها، ومن دفاعها عن العقيدة السمحاء، وعن دين محمد (صلى الله عليه وآله). فليس من الدين في شيء أن يذهب المسلم إلى ضريح سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ليزوره، وهو لا يعرف شيئاً عن تاريخه، وعن صلابته في الإيمان والمبدأ، والنضال والكفاح إلى حدّ الاستشهاد. ومن غير المعقول أن تذهب السيدة المسلمة إلى مقام سيدتنا زينب، أو سيدتنا فاطمة النبوية، أو سيدتنا نفيسة، دون أن تعرف شيئاً عن التاريخ الإيماني لتلك النماذج المسلمة الرائعة من آل البيت. إنّ تعرّف التاريخ والسيرة يجعلك تقتنع أكثر، وتكون لك أُسوة حسنة تتأسّى بها، وتجعلها نبراساً لك ومصباحاً هادياً. فالتاريخ والسيرة عظات وعبر، ومن لم يتأسّ بذلك يصبح كالببغاء، يظلّ يردّد دون وعي ما يسمعه، وهذا ليس من الإسلام في شيء. فالحبّ التلقائي الوراثي وحده لا يكفي، وإنّما الحبّ المبني على المعرفة، يصبح يقيناً، خاصة بالنسبة لآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين ضربوا بسلوكهم وسيرتهم أعظم الأمثال، وجمعوا حولهم قلوب المؤمنين في حياتهم ومماتهم على السواء. * * * بعد كربلاء عادت السيدة زينب أُخت الإمام الشهيد الحسين بن علي إلى المدينة المنوّرة ومعها سيدات آل البيت، بالاضافة إلى الزهرة التي بقيت من صلب الحسين، سيدي علي زين العابدين. لكن حين ضيّق عليها الأمويون الخناق في المدينة، وخيّروها أن تذهب إلى