إنّ الإسلام جاء كسفينة أمان; ليخرجهم من الظلمات إلى النور، بما في هذه المعاني من أبعاد وأبعاد، بل إنّ الذين لم يدخلوا الإسلام من أهل تلك البلاد كان الإسلام بالنسبة لهم رائعاً; لأنّه حافظ على معتقداتهم واحترمها من خلال شريعته السمحاء. فمثلاً في مصر، حين جاء عمرو بن العاص وفتحها جند الإسلام، وجد منه القبط مالم يجدوه من الرومان، ومن كلّ غاز لها من قبل، ألّف عمرو بن العاص بين المسلمين والقبط، وأرسل كتاب أمان إلى بنيامين بطريرك القبط، وردّه إلى كرسيّه، وأعاد إليه إدارة شؤون الكنيسة، وكان الرومان قد أقصوه عن هذا الكرسي ثلاثة عشر عاماً، فعاد بنيامين إلى الإسكندرية، بعد أن كان مختفياً في الصحاري، وعاش الأقباط في ظلال حرّية العقيدة والأمان. سألني أحدهم ـ بعد أن كتبت عن كوكبة من آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) ـ هل هم في مصر حقّاً؟ وهل دُفنوا فيها؟! أجبته وبثقة: نعم، على الأغلب. وأضفت قائلاً: ـ إنّني لم أكتب إلاّ عن الذين عاشوا في حدود القرون الأولى تقريباً للإسلام، بمعنى أنّني كتبت عن بعض من دُفن من آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) في مصر، في إطار قرون أربعة أو خمسة من الهجرة، والمدفونون في مصر من آل البيت يفوقون هذا العدد ـ بلاشكّ ـ أضعافاً مضاعفة. وقلت: إنّني لم أتشرّف بالكتابة عن بعض المشهورين، والذين لهم قبور لا تزال في مصر من آل البيت، وهم كثيرون، وممّا هو ثابت أنّهم مدفونون عندنا، وثابت أيضاً أنّهم من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله). وقلت كذلك: إنّني أردت من هذه الحلقات القليلة أن أزيل النقاب عن الكثير ممّا